عاد للأولدترافورد: ‏الإبن ‏عاد ‏لمانشستر، مانشستر ‏الأحمر



"سير أليكس: هذه من أجلك"، هذا ما ختم به كريستيانو في إعلان عودته العاطفية ليونايتد. 

بينما اكتفت حسابات السيدة العجوز في وداعه بأفضل أربع صور له مرتدياً الأبيض والأسود، وفيديو آخر أكثر إهتماماً معنونين عليه: "101 هدف، 5 ألقاب، وداعاً كريستيانو!"

 

أولاً لم يكن هناك مشتري لرونالدو واضطر للخروج محدثاً الجميع بأن الإعلام يثير القصص ويقلل من الإحترام وأنه مركّز على عمله، وبعدها بأسبوع ظهر سيتي، وكان الأمر قريباً، شفهياً على الأقل، وفي يوم وليلة أصبح الأمر شبه محسوم ليونايتد، هذا هو سوق الإنتقالات، الذي أصبح يوازي ما يحدث على العشب في تسعين دقيقة من حيث الأهمية أو من حيث الإثارة، للجماهير على الأقل، وإدارات الأندية تعلم ذلك، ها نحن ذا! أو ربما من الأفضل كتابتها Here we go. هكذا نعرفها جميعاً. لكن من المفروض أن هذه الكتابة عن رونالدو وما سيحضره معه إلى يونايتد لأن الرأس مليء بالذكريات والرومانسيات أو ربما كان مليئاً بالذكريات والرومانسيات لكن الآن هو مليء بالأسئلة، لماذا بالله عليكم عاد كريستيانو إلى يونايتد! 

كريستيانو تغيّر، حتماً تغيّر، في فبراير القادم سيصل لعامه ال37! ما الذي يبحث عنه بعيداً عن يوفينتوس؟ ألقاب جديدة ومجد جديد، هذه هي الإجابة، في إيطاليا لم يكن الأمر سهلاً، يوفينتوس انحرف بعيداً، والمشاكل المالية تثاقلت، وبدا كما لو أنهم لايُبالون تماماً بخسارته، يريدون التخلّص من عبئ راتبه، الوباء قام بتعريتهم، قام بتعرية الجميع، فخرج لنا السوبرليغ الأوروبي، وانطفأ سريعاً بسبب غضب الجماهير، وتهالت الإنتقادات للملّاك، مظاهرات وتجمّعات هنا وهناك، لاعبون قدامى غاضبون هنا وهناك، و اليويفا سعيدة بذلك، لكن الآن يبدو أن الأمر انتهى، جماهير يونايتد أصبحت سعيدة، الغالبية أصبحت سعيدة، عاد رونالدو فلماذا لا نكون سعداء! 

"مهمّة تدريب رونالدو ليست شيئاً بسيطاً من جميع النواحي. فهو شركة متعددة الجنسيات ولديه اهتمامات شخصية يجب أن تتوافق مع كرة القدم"

 هذه كلمات ماوريتسيو ساري، مدربه لمدة عام واحد في نادي يوفينتوس، كميّة الأهداف التي قام بتسجيلها تغطّي على كل شيء، حجم العناوين التي خُصّصت من أجله مهول، أنت لست أمام لاعب كرة قدم، هو شيء أكبر وأكبر من ذلك بكثير، لكنه انتقل إلى يوفينتوس الذين دفعوا من أجله 100 مليون يورو! كان الناس غاضبين من بيريز، لكن هدأت الأمور، والآن نملك ميزة رؤية المستقبل، يوفينتوس خسر، ريال مدريد فاز، بيريز فاز، تراجع يوفينتوس كثيراً، جلبوا رونالدو لجلب دوري الأبطال، وأثناء ذلك خسروا الدوري وكانوا على وشك عدم التأهل لدوري الأبطال، تغيير ثلاثة مدربين في ثلاثة أعوام لم يساعدهم أبداً، رونالدو غيّر الطريقة التي كان يسير بها يوفينتوس، للأسوأ، في دوري الابطال وصلوا لنهائيين في الأعوام الأربعة قبل وصول رونالدو وخرجوا في عامين من بايرن ميونخ وريال مدريد وبعد وصوله: خرجوا من اياكس في ربع النهائي، من ليون في دور ثمن النهائي، ومن بورتو ايضاً في ثمن النهائي، ثلاثة أندية لم تفز حتى باللقب في دورياتها، في الدوري الإيطالي فازوا باللقب مرتين بعد السبعة ألقاب المتتالية: مرة بفارق 11 نقطة، ومرة بفارق نقطة واحدة مع ساري، وفي الموسم الثالث حصلوا على المركز الرابع بسبب تعادل نابولي مع فيرونا في الجولة الأخيرة! موسمين قبل رونالدو: كانوا يسجّلون 77 هدف و86 هدف توالياً، 91 نقطة و95 نقطة توالياً، موسمين مع رونالدو اصبحوا يسجّلون 70 هدف و76 هدف توالياً، 90 نقطة و83 نقطة توالياً. 

هذا ما دفع الصحفي جوناثان ويلسون ليقول بأن صفقة كريستيانو ليوفينتوس بمبلغ 100 مليون يورو وبراتب مهول هي أسوأ صفقة في تاريخ كرة القدم! 

وهنا الفكرة، 101 هدف، 5 ألقاب! إنجاز عظيم، لكنه خارج السياق، من النوع الذي قد يستخدمه حمدون أو مورينيو، لأنك أحياناً لا تعرف الفرق بينهما، مع ذلك، كيف بحق الجحيم أن يلعب رونالدو لفريق ويقل عدد أهداف الفريق أو على الأقل لايتحسّن، هل امتصّ رونالدو الأهداف التي كانت تسجل أصلاً؟ يبدو أن الأمر كان قريباً من ذلك مع يوفينتوس، هل سيكون الحال كذلك مع يونايتد؟ لايوجد ما يجعلنا نصدق غير ذلك. 

لكن الأمر قد يكون أعمق قليلاً، الحصول على رونالدو في التشكيلة يغيّر من طريقة سير الأمور، ليس بالضرورة للأسوأ، رونالدو لاعب عظيم، ومن الصعب عدم النظر لعظمته، من الصعب تجاهل ذلك، الفريق سيتأثر، المدرّب سيتأثّر، هو لاعب مُطالِب، يُطالب بالكرة ويُطالب بنوع معيّن من الهجوم، يتغيّر الإتجاه نحو رونالدو، وأثناء ذلك قد يتم إهتمال آخرين، هنا تكون الخسارة، خسارة ديبالا، لكن ماذا عن يونايتد؟ هل سيخسر برونو؟ 

لايوجد ما يجعلنا نصدّق غير ذلك، لأن الأمر لم يكن متعلّقاً بكرة القدم، رونالدو ليونايتد ليست عن كرة القدم، لاعبين سابقين تدخّلوا، سير أليكس تدخّل، الأمر أقرب لمنع سيتي من الحصول على رونالدو أكثر من كونه إضافة ليونايتد، إضافة ليونايتد على أرض الملعب، خارج الملعب هي إضافة ضخمة، وربما هذا ما كان يبحث عنه سيتي الإمارات، إسم كريستيانو، لأن الأمر هناك لم يكن أبداً عن كرة القدم بل عن الإمارات، لذلك قد لايكونون سعداء، لكن غوارديولا قد يكون سعيداً، سيتي لا يحتاج لرونالدو حتى يفوز بدوري الأبطال وحتماً لايحتاجونه ليفوزوا بالدوري. وإذا كان غياب أغويرو عن أرضية الملعب أفضل لغوارديولا فإن وجود كريستيانو لن يكون بأي حال من الأحوال أفضل له. 

"سير أليكس، هذه من أجلك" هل أصيب سير أليكس بالخرف؟ هذه هي الفكرة الأولى التي خطرت على بالنا عندما علمنا أن سير أليكس كان في حالة تواصل مع رونالدو لإقناعه بالقدوم للأولدترافورد، نفهم تدخّل ايفرا وريو فيرديناند لكن ليس سير أليكس، هل نسي الرجل أن الدفاع هو الذي يفوز بالبطولات؟ أم أن قضاء المزيد من الوقت مع زوجته قد زاد عنده معدّلات الرومانسية؟ 

يونايتد الآن أصبح متخماً في الأمام، ليس ذلك فحسب، لكن الآن سيواجه أولي غونار سولشاير مشاكل نسج كل ذلك معاً، سانشو، راشفورد، غرينوود، كافاني، مارثيال، دانيال جيمس، وضع كريستيانو فوق كل ذلك، نعم غادر جيمس، ليدز ذكي، وفي تلك الأثناء لابدّ أن يكون برونو في المركز رقم 10، وبوغبا في مكانٍ ما، هذا ليس وضعاً مثاليًا، لأنك في الإرتكاز لاتملك إلّا فريد وماكتومناي وماتيتش، فكيف سينجح الأمر؟ 

انخفضت أسهم مارثيال بحدّة عندما أُعلن رونالدو، و قريباً سيخرج، وسيكون من الغباء أن ينتظر، كافاني هو خطة باء لذا لن يتضرر كثيراً، غرينوود سيجد حلاً ما، ثنائية كريستيانو وبرونو ليست مبشّرة، في اليورو الأخير كانت سيئة. وبعد خروج جيمس من سيتراجع ليدافع على الطرف مع وان بيساكا؟ سانشو، ومن بحق الجحيم سيقوم بسد ذلك الثقب هناك في الوسط، ليس بوغبا، ليس فريد، ليس فان دي بيك، من؟ لا أحد، أداما تراوري سيكون سعيد بذلك، فاران وماغواير مكشوفين، هذه هي القصّة، قوة برتغالية عظيمة تمت إضافتها للأمام، قوّة عظيمة تبلغ من العمر 36.5 عاماً، ستخلخل الأمور، والثقب الأسود ما زال موجوداً، وسولشاير هو آخر رجل في قائمتنا نحاول ترشيحه لمعالجة الأمر. 

نصف مليار يورو في خمسة أعوام، دفعها يونايتد، ليجلس بعدها كمرشّح رابع للقب الدوري الإنجليزي، تشيلسي الآن هو قوة عظمى، ليفربول مازال ليفربول العجائب، وسيتي، حسناً سيتي هو سيتي الإمارات، وإذا فعّل هاري كين وضع الأمير هاري مع تسونامي أنطونيو كونتي قد يجد يونايتد نفسه خارج مراكز دوري الأبطال.. لأنه بقليل من العقل وبعض الخروج عن الأنماط العامة ستستنتج انحراف يونايتد عن أهدافه يوم الجمعة الماضية أكثر من إنحرافه قبلها. 


Comments